زواج القاصرات وأثاره الصحية والنفسية

الزواج المبكر، أو زواج القاصرات مشكلة عالمية، وكل ما يمكن أن يقال عن مزايا الزواج في وقت مبكر لا ينفي وجود مشاكل حقيقية نفسية واجتماعية وعضوية يجب مواجهتها، فزواج القاصرات ينتهك حقوق الطفلة الأساسية، في التعليم، والصحة الجيدة، واتخاذ القرارات حول حياتها الخاصة. مما يؤثر بالضرورة على تطور المجتمع ونموه.

وتتنوع الآثار البدنية والعاطفية والاجتماعية للزواج المبكر، ولكن أهم النتائج والأكثر شيوعا هو انسحاب الفتيات من التعليم الرسمي. فغالبا ما يكون الزوج كبير السن، ويتوقع من زوجته أو زوجاته الالتزام بالتقاليد الاجتماعية، مما يعني أن الزوجة الطفلة يجب أن تتحمل المسؤولية في سن مبكرة جدا. والبقاء في المنزل والقيام بالواجبات المنزلية وإنجاب الأطفال ورعايتهم. مما يحرمها من الاستمتاع بطفولتها.

وتواجه الزوجة الطفلة الضغوط النفسية والعاطفية مثل العلاقات الجنسية القسرية، والحرمان من الحرية والتنمية الشخصية.
كما تتعرض القاصر لزيادة الضغط العقلي والنفسي لأنها صغيرة إلى درجة لا تمكنها من التعامل مع قضايا الأمومة، والعلاقات الزوجية بطريقة سوية.

وتتعرض الفتاة لمشاكل صحية خطيرة مثل الحمل والولادة في مرحلة مبكرة قبل نضوجها العضوي فتتكرر حالات الإجهاض، وكذلك الإصابة بالنواسير (تمزق المهبل والشرج). وارتفاع نسبة الإصابة بفقر الدم المزمن والسمنة. بالإضافة إلى جهلها بطرق الحصول على وسائل منع الحمل ومفاهيم تنظيم الأسرة.

كما تتعرض الطفلة للأمراض المنقولة جنسياً نتيجة لجهلها بطرق الوقاية

وهي لا تزال ضعيفة البنية وغير واعية، وقد تتعرض لفظائع العنف المنزلي والاعتداء الجنسي،

وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الوفيات بين الزوجات القاصرات بسبب الحمل والولادة والمعاملة الجنسية السيئة، ضعف نسبة الوفيات بين النساء في العشرينات من العمر بسبب الحمل والولادة. بالإضافة إلى أن أطفال القاصرات أكثر مرضاً وضعفاً وجهلاً من أقرانهم، وترتفع بينهم نسبة الوفيات أكثر من غيرهم. فكيف يمكن لطفلة أن ترعى وتربي طفلاً.

كما ويعتبر الزواج المبكر السبب الرئيسي للوفاة في البلدان النامية بالنسبة للفتيات الشابات الذين تتراوح أعمارهن بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة بسبب الحمل والولادة في سن مبكرة.